الاثنين، 13 مايو 2013

المؤتمر الدولي الخماسي حول سوريا...


بدأت تتسرب الخلافات بين لافروف وكيري مما يهدد بأن يتحول مؤتمر جنيف الثاني إلى مسلسل يدعو للغثيان ولا يرشح منه سوى الزبالة التي تعبر عنها الصورة في أسفل المقال، في ظل استمرار خنق الداخل غذائياً وطبياً وعسكرياً...

المشكلات الرئيسية ثلاث:

١- توقيت تنحي الأسد: بعض أقطاب المعارضة كانت تنادي بتنحيه قبيل الذهاب للتفاوض ولكن ذلك لن يحدث وسيذهبون للتفاوض مع فريق يختاره الأسد "ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء". الأسد وإيران يصران على بقائه حتي انتهاء ولايته ثم يذهب في حال خسارته للإنتخابات في حين وافق كيري وكاميرون وربما لافروف على ضرورة عدم السماح له بخوض أية إنتخابات.

٢- المشكلة الثانية والأهم: صلاحيات الحكومة الإنتقالية: لافروف يصر بحصر صلاحياتها بكل شيء ماعدا الجيش والأمن في حين يصر كيري على أن تشمل صلاحياتها الأمن والجيش.

٣- المشكلة الثالثة هي في من يمثل المعارضة السياسية والمقاومة المسلحة: فمن ناحية المسلحين، لا يوجد جيش حر بمعنى الكلمة وإنما هنالك فصائل ومجموعات مسلحة تدافع عن الشعب وكل له قيادته وتمويله ورأيه المستقل في مستقبل سوريا السياسي. كما أن التشرذم السياسي سببه تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، وتضخم الأنا، وتعدد وانقسام الدول الداعمة وخاصة قطر وتركيا بتوجهاتها الإسلامية مقابل السعودية والإمارات والكويت التي تخشى من تصدير الإخوان لثوراتهم إليها وتخشى من تعاطفهم مع عدوهم اللدود إيران وتخشى الفكر التكفيري أكثر من إسرائيل أو الأسد.

يبدوا أن أمريكا التي كانت تساند الإخوان في مصر كحليف قوي في المنطقة قد قررت، بعد أدائهم السيء، الإبتعاد عنهم مما دفعهم للإرتماء في أحضان إيران وسفر مرسي لطلب القروض والمساعدات من دول منهكة إقتصادياً كالبرازيل.

الأمل الوحيد في حل سريع هو في أن تكون أمريكا وإسرائيل قد توصلا إلى قرار بضرورة إنهاء الصراع بسبب تهديد مصالح دول الجوار. هنالك أيضاً احتمالاً آخر وهو أن تكون هاتين الدولتين قد قررتا أن استمرار الأزمة وتصفية "المتطرفين من كلا الطرفين" هو في مصلحتيهما، غير عابئين
بنكبة الشعب السوري، وهذا هو الإحتمال الأكبر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More